xyz
" لو طهرت قلوبكم , ماشبِعَتْ من كلام ربكم )"

حفظ القرآن الكريم وقراءته من أعظم القربات وأجل الطاعات لأنه كلام الله تبارك وتعالى جل وعلا – وفضل كلام الله على كلام الناس كفضل الله على سائر خلقه،وكلما كان القلب طاهرًا نقيًا كلما كان أحرص على قراءة القرآن وسماعه وعلى حفظه وتدبره وكون الإنسان يشغل بالقرآن فهذه نعمة عظيمة فقد أثر عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: (والله لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم).فالقرآن الكريم .. كتاب الله ووحيه المبارك .. وهو حبل الله المتين ..
وهو الذكر الحكيم .. وهو الصراط المستقيم ..لا تنقضي عجائبه ..من قال به صدق , ومن عمل به أُجِر, ومن حكم به عدل ..ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم ,,من رفعه .. رفعه الله , ومن وضعه .. وضعه الله .قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً , ويضع به آخرين )) .
إننا لو تأملنا حالنا مع هذا الكتاب العظيم لنجد الفرق الشاسع بين ما نحن فيه , وما يجب أن نكون عليه ..إهمالاً في الترتيل والتلاوة .. تكاسلاً عن الحفظ والقراءة .. وغفلةً عن التدبر والعمل .. والأعجب من ذلك أن ترى الكثير من المسلمين ضيّعوا أوقاتهم في قراءة الصحف والمجلات بل ومشاهدة البرامج والمسلسلات , ولا تجد لكتاب الله في أوقاتهم نصيباً .. ولا لروعة خطابه منهم مجيباً .. !!فأي الأمرين إليكم أحب .. وأيهما إليكم أقرب ,رسول الهدى عليه الصلاة والسلام يقول : (( المرء مع من أحب يوم القيامة )) وترى أحدهم إذا قرأ القرآن لم يحسن النطق بألفاظه .. ولم يتدبر معانيه , ويفهم مراده ..يمر على الآيات التي طالما بكى منها الباكون ..وخشع لها الخاشعون .. والتي لو أُنزلت على جبل( لرأيته خاشعاً متصدّعاً من خشية الله ) ..فلا يرق قلبه .. ولا تخشع نفسه .. ولا تدمع عينه ..
إلا من رحم ربي ..نعم..نمر على الآيات تلو الآيات .. والعظات تلو العظات .. ولا نفهم معانيها .. ولا ندرك مراميها وكأن أمرها لا يعنينا , وخطابها لا يناجينا .. أي هجران بعد هذا الهجران ..وأي خسران أعظم من هذا الخسران ..؟! والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( والقرآن حجة لك أو عليك )) .

" لو طهرت قلوبكم , ماشبِعَتْ من كلام ربكم )"

:صفات أهل القرآن وفضلهم
.. فلعل في ذكرهم إحياء للعزائم والهمم ..وترغيباً في ما نالوه من عظيم النعم ..
أهل القرآن .. هم الذين جعلوا القرآن منهج حياتهم وقيام أخلاقهم .. ومصدر عزهم واطمئنانهم ..
أهل القرآن.. هم الذين أعطوا كتاب الله حقه في التلاوة والحفظ .. وحقه في التفكر والفهم ..وحقه في الامتثال والعمل .. وصفهم الله تعالى بقوله :
( إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم ,وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً , وعلى ربهم يتوكلون ) ..نعم فقد أنزلوا القرآن منزلته .. فأعلى الله تعالى منزلتهم .


ما واجبنا كمسلمين نحو القرآن .. ؟!
إن من حقه علينا ........* إنزاله منزلته , وتعظيم شأنه , واحترامه وتبجيله , وكمال محبته .
                            * تعلُّم علومه من تلاوة وتجويد , وتعليمه والدعوة إليه ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( خيركم من تعلم القرآن وعلّمه )) .
                              فهو من أفضل القربات .. وأكمل الطاعات .
                            * المحافظة على تلاوته وترتيله , وأن نجعل لنا ورداً يومياً لا نتخلّف عنه أبداً , قال الله تعالى                                                    ( إن الذين يتلون كتاب الله  وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية , يرجون تجارة لن تبور ) .
                            * فهم معانيه وتدبرها , ومعرفة تفسيره والاتعاظ به قال تعالى( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبّروا آياته , وليتذكر أولوا الألباب ) .
                            * الحرص على حفظه وتعاهده .. فهو غنيمة أصحاب الهمم العالية , والعزائم الصادقة ..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
                                                              (( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن , كالبيت الخرب )) .
                            * إقامة حدوده والعمل به , والتخلق بأخلاقه وتحكيمه .. فالعمل به أساس النجاح والفلاح في الدنيا والآخرة

إننا ما زلنا في زمن الإمكان , فعلينا التوبة والندم والاستغفار ..ولنعلنها توبةً نصوحاً لله تعالى من تقصيرنا في حق كتابه..عاملين..داعين
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا ..ونور صدورنا .. وجلاء همومنا ..وحجة لنا لا علينا ...ومن شفعائنا يوم القيامة


" لو طهرت قلوبكم , ماشبِعَتْ من كلام ربكم )"

قيل من أسباب السعادة وانشراح الصدر قراءة كتاب الله بتدبر وتمعن وتأمل، فإنّ الله وصف كتابه بأنّه هدى ونور وشفاء لما في الصدور، ووصفه بأنّه رحمة، {قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُور} [سورة يونس: من الآية 57]، {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [سورة محمد: الآية 24]، {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [سورة النساء: 82]، {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [سورة ص: من الآية 29].

قال بعض أهل العلم: "مبارك في تلاوته، والعمل به، وتحكيمه والاستنباط منه".

وقال أحد الصالحين: "أحسست بغم لا يعلمه إلاّ الله، وبهم مقيم، فأخذت المصحف وبقيت أتلوا، فزال عني والله فجأة هذا الغم، وأبدلني الله سرورا وحبورا مكان ذلك الكدر".
{إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [سورة الإسراء: من الآية 9]، {يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ} [سورة المائدة: من الآية 16]، {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا} [سورة الشورى: من الآية 52].
د. عائض القرني من كتاب لاتحزن



 

xyz
 
Make a Free Website with Yola.